مجلس الانتخابات الفنزويلي يرفض تقرير لجنة أممية ويعتبره "مليئاً بالأكاذيب"

مجلس الانتخابات الفنزويلي يرفض تقرير لجنة أممية ويعتبره "مليئاً بالأكاذيب"

رفضت لجنة الانتخابات التي تواجه انتقادات إثر إعلانها فوز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الانتخابات، تقريرا أمميا يشكك في النتائج معتبرة أنه "مليء بالأكاذيب".

وكانت اللجنة أعلنت فوز مادور بـ52 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في 28 تموز/يوليو، من دون تقديم النتائج المفصلة، وفق وكالة فرانس برس.

ورفضت المعارضة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكثير من دول أمريكا اللاتينية النتيجة.

وأدت تظاهرات مناهضة لمادورو في فنزويلا إلى مقتل 25 شخصا حتى الآن، وجرح العشرات وتوقيف أكثر من 2400 شخص.

وفي هذا الإطار، أعربت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان الأربعاء عن قلقها على حياة النائب الفنزويلي السابق وليامس دافيلا الذي أوقف الأسبوع الماضي خلال تجمع للمعارضة وأدخل المستشفى "في وضع خطر" وقف عائلته.

وتوصل تقرير أولي نشرته لجنة تابعة للأمم المتحدة الثلاثاء إلى أن مجلس الانتخابات الوطني لم يُظهر "الشفافية والنزاهة" المطلوبتين.

وقال التقرير إن "عملية إدارة النتائج التي أجراها المجلس الانتخابي الوطني فشلت في تحقيق تدابير الشفافية والنزاهة الأساسية واللازمة لإجراء انتخابات ذات مصداقية"، مضيفا أن المجلس خالف أيضا "الأحكام الوطنية والتنظيمية".

وسلط التقرير الضوء على عدم نشر المجلس الانتخابي نتائج مراكز الاقتراع واعتبره تصرفا "لا سابقة له في الانتخابات الديمقراطية المعاصرة" وتسبب بـ"تأثير سلبي على الثقة في النتائج".

وردت لجنة الانتخابات الأربعاء قائلة إن التقرير الأممي "مليء بالأكاذيب والتناقضات" مشددة على أن "هجوما إرهابيا معلوماتيا" حال دون تمكنها من الكشف عن النتائج المفصلة بالكامل لمراكز الاقتراع بعد "عملية انتخابات شفافة بلا عيوب" على ما قالت.

وموقع لجنة الانتخابات الوطنية معطل منذ يوم الانتخابات.

بدورها، رفضت وزارة الخارجية الفنزويلية تقرير اللجنة الأممية.

وقال الزعيم السابق للمعارضة إنريكي ماركيز، الذي سبق أن ترشح ضد مادورو وكان من أعضاء لجنة الانتخابات، الأربعاء إنه سيطلب من مكتب المدعي العام بدء تحقيق جنائي في حق زملائه السابقين في المجلس الانتخابي.

من ناحيتها قالت المكسيك إن الحل لأزمة ما بعد الانتخابات بيد فنزويلا وحدها.

وقال الرئيس مانويل لوبيز أوبرادور لصحفيين "هذه مسألة تخص الفنزويليين، وما نريده هو التوصل إلى حل سلمي للخلافات، وهو ما كان دائما سياستنا الخارجية".

وأضاف أن ليس لديه خطط فورية لاستئناف الاتصال بالقادة اليساريين في البرازيل وكولومبيا لمناقشة الأزمة، مؤكدا أنه سينتظر قرارا للمحكمة العليا الفنزويلية التي طلب منها مادورو التصديق على نتيجة الانتخابات.

انقلاب

وتقول المعارضة إن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا، وهو دبلوماسي متقاعد يبلغ 74 عاما، فاز في الانتخابات بفارق كبير، وفقا لإحصاءاتها الخاصة.

ويختبئ غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي منعتها مؤسسات الدولة الموالية لمادورو من الترشح بعدما اتهمهما الرئيس بالسعي إلى إثارة "انقلاب" والتحريض على "حرب أهلية".

وقال غونزاليس أوروتيا، الأربعاء، إن تقرير لجنة الأمم المتحدة وتقريرا سابقا من مركز كارتر ومقره في الولايات المتحدة "يؤكدان الافتقار إلى الشفافية في النتائج المعلنة، وصدق نتائج صناديق الاقتراع التي نشرتها المعارضة التي تثبت فوزنا الذي لا جدال فيه".

وعشية ذلك، بدأت الجمعية الوطنية (البرلمان) في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية النظر في حزمة من القوانين لتشديد القيود على المنظمات غير الحكومية، والتي وصفها النظام بأنها "واجهة لتمويل الأعمال الإرهابية".

وتسعى تدابير أخرى إلى زيادة الرقابة الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي المتهمة بتعزيز "الكراهية"، ومعاقبة "الفاشية"، وهي عبارة كثيرا ما يستخدمها مادورو في ما يتعلق بالمعارضة وغيرها من المنتقدين.

ومن المقرر استئناف النقاش في البرلمان المكون من مجلس واحد الخميس.

منذ تولي مادورو السلطة في 2013 شهدت فنزويلا انهيارا اقتصاديا تسبب بمغادرة أكثر من 7 ملايين نسمة البلاد، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 بالمئة خلال عقد.

وكانت عشرات الدول قد رفضت فوز مادورو في انتخابات 2018 معتبرة أنها مزورة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية